واحد ماشي مع إبنه إلي بيحبه جدا، لكن طول الوقت الإبن بيجري يتفرج عالمحلات ويتكلم مع الناس ويلعب ويتنطط؛ مش بيقعد مع أبوه أبداً طول الوقت بيحب أبوه، لكن بيجري ويلعب بعيد عنه أغلب الوقت؛ بس بيرجع ينام في حضنه بالليل، لكن طول النهار هو مركز في حياته هو وألعابه هو والناس إلي بيقابلها هو مش مع أبوه؛ أبوه طول الوقت لوحده شايل الهم لوحده بيفكر لوحده بيمشي لوحده؛ أبوه بيحس بالوحدة جداً جداً بقى محتاج حد معاه جداً إبنه مركز في اللعب وفي نفسه مش مركز معاه أبداً.
بينما أنت تصارع وسط الأمواج هم يلعبون على الشاطئ صديقي، يلوحون لك من وقت للأخر وهم فعلا يتألمون لغيابك، لكن لا أحد يهتم، لا أحد يهتم بمعاناتك أو يحاول المساعدة ولو حتى القلبية؛ تسمعهم من حين لآخر يهتمون بأشياء أقل كثيراً مما أنت فيه بينما أنت صديقي تصارع الموت وتموت كل يوم ألف مرة؛ ستصارع حتى هلاكك صديقي وهم سوف ينوحون قليلا، لكن قليلا صديقي ليس أكثر من قليلا، بينما انت ستفقد عمرك وأيامك وطاقتك في الصراع، صراع وهمي لا ينتهي لصعوبة واستحالة الوصول، تحاول الوصول لشاطئ جرفي، لا يصعد إليه أحد.
ستموت وأنت تصارع صديقي؛ وحدك.