إتدبحت ..
جالى الخبر خلانى جريت على مكانها .. ضهرى كان مكسور أو معرفش كان ماله إحساس إنى مش عارف أتحكم فيه ويادوب صالبه بالعافية كإن عندى تسعين سنة
ومع ذلك بجرى على قد ما أقدر كإنى هقدر أوقف حاجة .. كل ده مع وشوش ناس تِلمة بتضحك فى وشى وبتتكلم بهدوؤ مستفز ..
كنت بقول يمكن ميعرفوش, وحتى لو عرفوا هم ملهومش ذنب فى حاجه ..
بحاول أبتسم فى وشهم على قد ما أقدر بس أخد منهم معلومة حتى لو صغيرة توصلنى للمكان إلى هى موجودة فيه .. كان كلامى ليهم كلهم .. هى فين ؟
طيب أمشى إزاى؟
حضرتك تعرف المكان طيب؟
ومن مكان لمكان بمشى ولقيتنى فى داخلة بيت وبتسند على الحيطان من وجع ضهرى .. محستش بالسلالم لحد ما وصلت لشقة دخلتها فى ضلمة يادوب نور جى من بره البيت وتقريبآ مفيش عفش وضهرى قاتلنى ..
وصلت لبنت فى أوضه من الأوض .. دى الوحيدة إلى كانت مقهورة من العياط عليها.. باين عليها فى أوائل التلاتينات ومحاولتش أعرف هى مين حتى
دى الوحيدة إلى كشَرت فى وِشها .. هى الوحيدة إلى حسيتها عارفه بالموضوع
هى الوحيدة إلى سمحت لنفسى إنى أبين قدامها إلى أنا فيه
أنا وهى ضهرنا مكسور .. أوى
ويادوب شاورِت بإيديها -لمكان قدامها بمسافة مش قريبة-
وقالتلى كلمتين بس .. أخر واحدة ..
صوتها كان طالع بالعافية من كتر العياط وهى بتقول أخر واحده وكانت مش قادرة تبص على المكان إلى هى بتشاور عليه
وصلت بعينى لزاوية فى البيت فيها حوالى أربع أو خمس بنات فى سنها تقريبآ ونفس الهيئة ونفس كل حاجة .. بس أنا مترددتش فى إنى أروح ناحيتها .. طبعآ عرفتها من غير أى تردد .. أنا حافظ كل حاجه فيها ..
هدومها وشكل شعرها وحجم جسمها ..
يتهيألى لو متغطية بالكامل كنت عرفتها من ريحتها ..
هى حاجة مفيش منها تانى ..
حاجة مش هتتكرر أبدآ
كل الجرى والمعافرة مع ضهرى إلى متنى ومكسور والتعب والنهجان .. كله راح أول ما شفتها ..آخر بنت ناحية الشمال .. عرفتها من جسمها وشكل هدومها وشعرها
وشها كان متغطى بشاش أبيض أغلبه دم .. أول ما شفتها كل حاجة فى جسمى سكتت الجرى والتعب والنهجان ودقات قلبى المخطوف .. كل ده وقف بمجرد ما نزلت بركبى على الأرض جنبها وأول ماشِلت الشاش من على وشها .. هى بكل تفاصيلها وشها الجميل أوى ..
والله كان جميل أوى ..
شعرها .. عينها وهى نايمة .. خدودها .. نفس حلقها .. شفايفها
كإنها نايمة مش ميتة ..
أقصد "مدبوحة" ..
بصتلها نفس البصه إلى كنت ببصهالها زمان وهى نايمة نفس نظرة الإعجاب بس ممزوجة بحسرة وألم .. نظرة فيها إبتسامة وألم وحسرة ووجع أوى
عينى من الدموع مش عارف أشوفها كويس ..
خلاص راحت
مع إنى كنت واثق إن ده هيحصل فى يوم من الأيام ..
كان لازم يحصل كده ..
بس مينفعش يحصل كده مع البنت دى بالذات !!
أسئلة كتير جت فى بالى وبتيجى فى بال أى حد عنده أكبر مصيبة فى حياته بتجرَى الدم فى دماغه وبتدبل ملامح وشه
معرفش البنت إلى وصلتنى ليها كانت لسه واقفه ورايا ولا مشت مكنتش شايف غير حبيبتى المدبوحة قدامى ..
مكانش قدامى إجابات للأسئلة دى كلها ولا قدامى إنى أعملَها حاجة غير إنى قربت منها وبوستها فى راسها وأنا عارف إن دى أخر مرة هقرب منها كده وآخر مرة هشوفها ..
خلاص كل حاجة راحت ..
كان نفسى أوى أضم راسها لصدرى وأحضنها أخر مرة بس معرفتش ..
مقدرتش ..
أنا كمان إتدبحت معاها ..
كل حاجة خلصت خلاص.